لِلمسجدِ الأقصى مكانةٌ كبيرةٌ في قلوبِ المسلمين بجميعِ طوائِفِهم ومذاهبِهِمْ وتوجهاتِهم، فهو إجماعُ الأمة كلِّها مِن أقصاهَا إلى أقصاهَا. ولا غَرْوَ أن يلتزمَ جميعُ المسلمينَ بوجوبِ الدفاعِ عنهُ، والغيرةِ عليهِ، والذودِ عن حِماه وحرماتِه ، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايته، و رَدِّ المعتدين عليهِ.
لقد اختلف المسلمُون، والعربُ، والفلسطينيون في الموقفِ من قضية السلامِ مع إسرائيل، هلْ يجوز أو لا يجوز؟ وإن جاز، هل ينجح أم لا؟ ولكنّهم جميعاً – مسلمينَ وعربًا وفلسطينيين- لم يختلفوا حول عروبةِ القدس، وإِسلاميتها، وضرورةِ الحفاظ على المسجد الأقصى كقلعةٍ إسلاميةٍ عظيمة.
لكن رغم هذا الحبِ وهذه المكانة إلاّ أنّ الكثيرين يجهلون حقائقَ عديدة عن تاريخه و عن مساحته و عمَّن بناه بل حتى عن ماهيته، فلا عذر لأيِّ مسلمٍ أو عربيٍ على وجه الأرض إذا جهِلهَا، لأنّ الجهل بها هو المقدمة المحزنة لتضييع الأقصى المبارك!!.
فالكثير من المسلمين يختصر الأقصى في قبة الصخرة وهذا غير صحيح فالمسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسوّرة بدوْرها، ويشمل كلاً من قبة الصخرة المشرّفة، (ذات القبة الذهبية) والموجودةِ في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى، والمصلى القِبْلِي، (ذي القبة الرصاصية السوداء) ، والواقعُ أقصى جنوب المسجد الأقصى، ناحية (القِبلة)، فضلا عن نحو 200 مَعْلمٍ آخر، ما بين مساجد، ومبانٍ، وقباب ، وأروقةٍ، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات..
يقول مجير الدين الحنبلي في ( الأنس الجليل ) :"إنّ المتعارف عند الناس أنّ الأقصى من جهة القِبلة الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور ، فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره ، من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة، والمراد بالأقصى ما دار عليه السور " ويقول الدباغ في كتابه ( القدس ): "يتألف الحرم القدسي الشريف من المسجدين ، مسجد الصخرة والمسجد الأقصى ، وما بينهما وما حولهما من منشآتٍ حتى الأسوار".
تبلغُ مساحةُ المسجدِ الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدسِ مساحةِ القدس المسوّرة، وهو على شكل مضلعٍ غير منتظم، طول ضِلعه الغربي 491م، والشّرقي 462م، والشمالي 310م، و الجنوبي 281م. وهذه الحدود لم تدخلها زيادة أو نقصان منذ وضعِ المسجد أول مرة كمكان للصلاة، بخلاف حدود المسجدين الحرام والنبوي الذين تم توسيعهما عدة مرات. ومن دخل حدود الأقصى، فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قِبابه، أو فوق مصطبةٍ، أو عند رواقٍ، أو في داخل قبة الصخرة، أو المصلى القِبلي، فهو كمن أدى خمسمائةِ صلاةٍ فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي.
الخطأُ الكبيرُ الآخرُ الذي يقع فيه الكثير من المسلمين هو نسْبُ بناء المسجد إلى إبراهيم عليه السلام أو إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. . فقد روى البخاري في صحيحه : " عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أيُّ مسجدٍ وضع في الأرض أوّل ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلّ ، فإن الفضل فيه " . وهناك العديد من الروايات تؤكد أن سيدنا آدم هو من بنى المسجد الحرام ثم بنى بعد ذلك المسجد الأقصى و أن سيدنا إبراهيم عليه السلام رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبل و الأدلة على ذلك عديدة من بينها أنهُ دعا بعد تركِ هاجر وإسماعيل عليه السلام وهو صغير دعا قائلاً: { ربنا أني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم .. } وهو ما يدلُّ بوضوح على وجود المسجد الحرام وبالتالي الأقصى من قبل. وعليه فكلُّ إدعاءٍ بوجود هيكل أولٍ أو ثانٍ تحت المسجد الأقصى أو في حرمه هو ادعاءٌ باطلٌ ، وكل ادعاءٍ بوجود حقٍ لغير المسلمين في المسجد الأقصى هو ادعاءٌ باطلٌ أيضاً.
أخي القارِئ ... أختي القارِئة .... القدس في خطر والأقصى في خطر وهما أمانةٌ في أعناقِنا حتى نلقى الله تعالى ، وسَيسألُنا الله عنهُما يوم القيامة هل حفظناهُما أم ضيّعناهُما ، لذلك فكلّي أملٌ ، لا بل أتمنى عليكم أن نكون نحن وأنتم درعاً صلبةً لحفظ هذه الأمانة .
وأخيراً أؤكّد لنفسي ولكم أن هذه الأيام لا ينفع فيها نوم ولا غفلة ، فاليقظةَ ... اليقظةَ ... اليقظة ... فالأقصى في خطر.
إن الأقصى المبارك بكل حجرٍ فيه ينادينا قائلاً :
لكن رغم هذا الحبِ وهذه المكانة إلاّ أنّ الكثيرين يجهلون حقائقَ عديدة عن تاريخه و عن مساحته و عمَّن بناه بل حتى عن ماهيته، فلا عذر لأيِّ مسلمٍ أو عربيٍ على وجه الأرض إذا جهِلهَا، لأنّ الجهل بها هو المقدمة المحزنة لتضييع الأقصى المبارك!!.
فالكثير من المسلمين يختصر الأقصى في قبة الصخرة وهذا غير صحيح فالمسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسوّرة بدوْرها، ويشمل كلاً من قبة الصخرة المشرّفة، (ذات القبة الذهبية) والموجودةِ في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى، والمصلى القِبْلِي، (ذي القبة الرصاصية السوداء) ، والواقعُ أقصى جنوب المسجد الأقصى، ناحية (القِبلة)، فضلا عن نحو 200 مَعْلمٍ آخر، ما بين مساجد، ومبانٍ، وقباب ، وأروقةٍ، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات..
يقول مجير الدين الحنبلي في ( الأنس الجليل ) :"إنّ المتعارف عند الناس أنّ الأقصى من جهة القِبلة الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور ، فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره ، من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة، والمراد بالأقصى ما دار عليه السور " ويقول الدباغ في كتابه ( القدس ): "يتألف الحرم القدسي الشريف من المسجدين ، مسجد الصخرة والمسجد الأقصى ، وما بينهما وما حولهما من منشآتٍ حتى الأسوار".
تبلغُ مساحةُ المسجدِ الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدسِ مساحةِ القدس المسوّرة، وهو على شكل مضلعٍ غير منتظم، طول ضِلعه الغربي 491م، والشّرقي 462م، والشمالي 310م، و الجنوبي 281م. وهذه الحدود لم تدخلها زيادة أو نقصان منذ وضعِ المسجد أول مرة كمكان للصلاة، بخلاف حدود المسجدين الحرام والنبوي الذين تم توسيعهما عدة مرات. ومن دخل حدود الأقصى، فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قِبابه، أو فوق مصطبةٍ، أو عند رواقٍ، أو في داخل قبة الصخرة، أو المصلى القِبلي، فهو كمن أدى خمسمائةِ صلاةٍ فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي.
الخطأُ الكبيرُ الآخرُ الذي يقع فيه الكثير من المسلمين هو نسْبُ بناء المسجد إلى إبراهيم عليه السلام أو إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. . فقد روى البخاري في صحيحه : " عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أيُّ مسجدٍ وضع في الأرض أوّل ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلّ ، فإن الفضل فيه " . وهناك العديد من الروايات تؤكد أن سيدنا آدم هو من بنى المسجد الحرام ثم بنى بعد ذلك المسجد الأقصى و أن سيدنا إبراهيم عليه السلام رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبل و الأدلة على ذلك عديدة من بينها أنهُ دعا بعد تركِ هاجر وإسماعيل عليه السلام وهو صغير دعا قائلاً: { ربنا أني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم .. } وهو ما يدلُّ بوضوح على وجود المسجد الحرام وبالتالي الأقصى من قبل. وعليه فكلُّ إدعاءٍ بوجود هيكل أولٍ أو ثانٍ تحت المسجد الأقصى أو في حرمه هو ادعاءٌ باطلٌ ، وكل ادعاءٍ بوجود حقٍ لغير المسلمين في المسجد الأقصى هو ادعاءٌ باطلٌ أيضاً.
أخي القارِئ ... أختي القارِئة .... القدس في خطر والأقصى في خطر وهما أمانةٌ في أعناقِنا حتى نلقى الله تعالى ، وسَيسألُنا الله عنهُما يوم القيامة هل حفظناهُما أم ضيّعناهُما ، لذلك فكلّي أملٌ ، لا بل أتمنى عليكم أن نكون نحن وأنتم درعاً صلبةً لحفظ هذه الأمانة .
وأخيراً أؤكّد لنفسي ولكم أن هذه الأيام لا ينفع فيها نوم ولا غفلة ، فاليقظةَ ... اليقظةَ ... اليقظة ... فالأقصى في خطر.
إن الأقصى المبارك بكل حجرٍ فيه ينادينا قائلاً :
أنا ثالث الحرمين لا أبقى سوى أن تستحي من نكبتي يا أمتي